تمثل مشكلة السمنة أحد أخطر المشاكل التى تواجه الأطفال والبالغين هذه الأيام، ويراها الكثير من المهتمين بالشأن الصحى أحد أكثر الظواهر الخطيرة التى تهدد الصحة العامة فى معظم المجتمعات، وجاء هذا فى الوقت الذى ظهرت حالياً نداءات عديدة وقوية تطالب الدول بوضع سياسات خاصة وحازمة للحد من انتشار هذه الآفة.
وحذرت دراسة كندية حديثة من مغبة انتشار الإعلانات التجارية للأطعمة والوجبات السريعة التى تظهر على شاشات التليفزيون وصفحات الجرائد والمواقع الإلكترونية المختلفة، وحملتها النصيب الأكبر من مسئولية الإصابة بالسمنة، وأكدت أنها تساعد على تحفيز وزيادة الرغبة فى تناول تلك الأطعمة لا شعورياً، وخصوصاً الأطعمة رخيصة الثمن والتى تحتوى على سعرات حرارية عالية، وهو ما يرفع من فرص الإصابة بمرض السمنة ويؤدى فى النهاية إلى ظهور مشاكل صحية خطيرة لا يحمد عقباها.
وجاءت هذه النتائج فى دراسة حديثة نشرت بدورية "trends in Endocrinology and Metabolism"، وذلك على الموقع الإلكترونى الخاص بها فى الخامس من شهر أبريل الجارى، وأشرف على إجراء هذه الدراسة مجموعة من الباحثين بمعهد مونتريال لعلم الأعصاب فى كندا.
وأشارت الدراسة إلى أن مشاهدة الإعلانات التجارية للأطعمة، والتى انتشرت بكثرة هذه الأيام، لها دور رئيسى فى تحفيز وتنشيط مخ الإنسان كى يتناول تلك الأكلات المغرية، حيث تُرسخ صورة ذهنية إيجابية عنها فى مخه تجعله لا يستطيع الامتناع عن تناولها.
ويقوم المخ بإرسال إشارات عصبية تزيد من رغبة وقابلية الشخص فى تناول تلك الأطعمة وألا يتجاهلها وخصوصاً إذا كانت رخيصة الثمن، فتصعب من عملية الإعراض عنها حتى وإن كانت تحتوى على سعرات حرارية عالية.
وطالب الباحثون فى نهاية الدراسة الدول التحلى بالشجاعة والحسم تجاه تلك المشكلة الخطيرة، واتخاذ سياسات جادة وحازمة بشكل عاجل لتحجيم ظهور هذه الإعلانات التجارية، والحد من مشكلة انتشار السمنة والتى تعد من أهم الظواهر الصحية الخطيرة التى تهدد المجتمعات فى الوقت الحالى.
وأضاف الباحثون أن خير مثال على ذلك هو الإجراءات الإيجابية والحازمة التى اتخذها المسئولون الأمريكيون فى التسعينيات من القرن الماضى بمنع إعلانات التبغ والسجائر بعدما ثبت دورها فى زيادة الإقبال على تدخينها ومن ثم الإصابة بالأمراض الصحية الخطيرة التى يسببها.
منقول