لماذا الصلاة خيرٌ من النوم؟
الصلاة خيـــرٌ من النوم
بسم الله ، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله
وأنت تتقلب على فراشك فى كل ليلة تسمع ذاك النداء :
( الصلاة خيـــرٌ من النوم )
فما هى أحاسيسك نحو هذه الكلمة ؟
وهل أستشعرت معناها وقلبتها فى فكرك وأنت تسمعها ؟
كم وكم من الخلق يسمعون تلك الكلمة ولكن قليل من تفكر فى معناها !
كم وكم اولئك الذين يسمعونها ولكن قليل من يلبى مستجيبآ لندائها !
حقآ الصلاة خيرٌ من النوم :
نعم هى خيرٌ من النوم لأن النوم إستجابة لنداء النفس
والصلاة إستجابة لنداء الله تعالى
هى خيرٌ من النوم :
لأن النوم موت
والصلاة حياة
هى خيرٌ من النوم
لأن النوم راحة للبدن
والصلاة راحة للروح
هى خيرٌ من النوم
لأن المؤمن والكافر يشتركان فى النوم
والصلاة لا يصليها إلا المؤمن
لأجل ذلك كله ناداك المنادى ( الصلاة خيرٌ من النوم )
فأين أنت وقتها عندما تتجاوب المآذن ذلك النداء ؟
هل أنت من المسارعين نحو بيوت الله مجيبآ لنداء ربك ؟
أم انت وقتها فى عالم الغافلين الذين غرقوا فى سبات النوم ؟
صلاة الفجر وطريق الجنة :
هذه بشارة الصادق الأمين صلى الله عليه وسلم ( من صلى البردين دخل الجنة ) متفق عليه
والبردين ( صلاة الصبح والعصر )
وقال صلى الله عليه وسلم ( لا يلج النار من صلى قبل طلوع الشمس وقبل غروبها ) رواه مسلم
فإياك ان تكون من المعرضين عن هذا الخير كله.
وبشرى آخرى للمسارعين إلى أجابة النداء ( الصلاة خيرٌ من النوم )
وهى ان تكون من المنعمين يوم القيامة برؤية الله تعالى
عن جرير بن عبد الله رضى الله عنه قال : كنا جلوسآ عند رسول الله صلى الله عليه وسلم
اذ نظر إلى القمر ليلة البدر فقال : ( أما انكم سترون ربكم كما ترون هذا القمر لا تضامون فى رؤيته فإن أستطعتم أن لا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها )
يعنى الفجر والعصر ثم قرأ جرير : ( وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل غروبها ) طه120 متفق عليه
قال الخطابى : ( هذا يدل على أن الرؤية قد يرجى نيلها بالمحافظة على هاتين الصلاتين )
وبشرى آخرى لرجال الفجر وهى الدخول فى حمى الملك سبحانه وتعالى
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من صلى الصبح فهو فى ذمة الله فانظر يا بن آدم لا يطلبن الله من ذمته بشئ ) رواه( من صلى العشاء جماعة كان كقيام نصف ليلة ومن صلى الفجر فى جماعة فكأنما صلى الليل كله ) رواه مسلم
مسلم
وإليك وصية عالم ربانى : أبى الدرداء رضى الله عنه يخبرك بشرف هذه الصلاة
قال أبى الدرداء رضى الله عنه حين حضرته الوفاة : ( أحدثكم حديثآ سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول - ( أعبد ربك كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك وأعدد نفسك فى الموتى وإياك ودعوة المظلوم فإنها تستجاب ومن أستطاع منكم أن يشهد الصلاتين العشاء والفجر ولو حبوآ فليفعل ) رواه الطبرانى/ صحيح الترغيب للألبانى
لقد عرف الصالحون شرف هذه الصلاة فهذا ابو الدرداء رضى الله عنه يوصى بها وهو فى فراش الموت .
فإياك أن تضن على نفسك بهذا الخير العظيم
وشرف آخر لهذه الصلاة العظيمة يفوز بها أولئك الذين شهدوها
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
فيامن أردت قطف الحسنات سهلة إن شهودك لصلاتى العشاء والفجر فى جماعة كقيام ليلة كاملة
فما أغلاها من فرصة ومن ضيعها فهو من أغبن الخلق
فيا غافلآ ويا نائمآ ملء جفنتك تنبه وأعلم أن الموت قد يأتيك بغتة فتزود لدارك الآخرى قبل أن يحال بينك وبين الصالحين
أعلم أن التهاون فى شهود صلاة الفجر صفة من صفات المنافقين وعلامة أهل الغفلة المفرطين
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن اثقل صلاة على المنافقين صلاة العشاء وصلاة الفجر ولو يعلمون ما فيهما لأتوها ولو حبوا ) متفق عليه
قال أبن عمر رضى الله عنهما ( كنا إذا فقدنا الرجل فى الفجر والعشاء اسأنا به الظن )
هل ترضى لنفسك أن تكون من المنافقين
أعلم أيها النائم عن صلاة الفجر أن الشيطان قد سخر منك وتلاعب بك
عن أبن مسعود رضى الله عنه قال : ( ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل نام ليلة حتى أصبح قال : ( ذاك رجل بال الشيطان فى أذنيه أو قال أذنه ) متفق عليه
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( يعقد الشيطان على قافية رأس أحدكم إذا هو نام ثلاث عقد ويضرب كل عقدة مكانها عليك ليل طويل فارقد فإن أستيقظ فذكر الله إنحلت عقدة فإن توضأ إنحلت عقدة فإن صلى إنحلت عقده كلها فأصبح نشيطآ طيب النفس وإلا أصبح خبيث النفس كسلان ) متفق عليه