صباح الخير لكل وعيد مبارك سعيد وكل عام وأنتم بألف خير
هذا الموضوع جاء ردا لمبادرتك ميشال الحلوة لمعرفة رأي الأعضاء
في الأعمالك أنا حطيت رد من وجهت نظري ومعرفة البسيطة كمستمعة
وأرجو أن تقبله ، أنا لقيت مقال كتير مهم للموسقار العراقي تحسين عباس الغناء بين النقد والشهرة
يفسر فيها مكونات العمل الغنائى ونجاحه وكيفية إختياره يارب يعجبك وتسفيد منه بخليك مع المقال :
الاهتمام بالنقد وترويجه هو من أهم مستلزمات نقاط تأسيس الدولة الحضارية فلغة السلام (الموسيقى) يجب أن تكون لها وقفة من حيث الاعتناء والالتزام بالنقد البنّاء الذي يعتمد على الأساسيات العلمية والتي بدورها سوف تنهض بالواقع الفني إلى السمو . فلو أتينا إلى أسس النقد الغنائي كان علينا التعرف على هذا العمل ووصفهِ ومعرفة مكوناتهِ وأجزاءهِ قبل البدء في تحليلهِ ونقدهِ ، فتكوين العمل الغنائي يرجع للأقسام التالية : الفكرة / الكلمات / التنغيم (اللحن ) / التوزيع / الصوت .
بعدها يتم تفكيك كل قسم من هذه الأقسام ابتداءاً بالفكرة : فأي عمل في الوجود و في أي مجال يبدأ بفكرة، فلم يكن الوصول للقمر إلا مجرد فكرة كما لم تكن قارئة الفنجان سوى مجرد فكره , فالفكرة هي أهم قسم في أي عمل فني فهي الأساس الذي سيقوم عليه فيما بعد إنشاء باقي أقسام هذا العمل الفني.
تعرف الفكرة في الأغنية بمسمى آخر هو الموضوع , و بمعرفة موضوع الاغنيه سيتحدد تصنيفها و من التصنيف نستطيع أن نقارن باقي أقسام الاغنيه بالفكرة و أن نحدد إن كانت ملائمة لها أم لا و هذا يعد أهم شق في نقد الأغنية.
ثانيا : الكلمات :
تعد كلمات الاغنيه هي المبنى الفني الذي تقوم عليه الاغنيه , إذن فأول نقطه هي وجوب تجانس الكلمات الموضوعة مع موضوع و فكرة الاغنيه بمعنى انه لا يمكن في الاغنيه حصول التناقض بين إيحاءات التأليف وإيحاءات الشعر أو الكلام المنظوم وأحيانا يكمن الخطأ في تفصيل هذا الجزء إذ يخدع الناقد بجملة موسيقية جديدة وجميلة لكن إيحاءاتها لا تتلاءم مع إيحاءات الكلام المنظوم كأن تكون الجملة الموسيقية منغـَّمة ًعلى كلام حزين وهي توحي للفرح. إذن عندما ننقض الأغنية و نستعرض الكلمات علينا مبدئياً مراعاة توافقها مع الموضوع و تأكيدها له و شرحها لتفاصيله. ويراعى بعد ها عدم تكرار المعنى بلفظ مختلف لأنه يعطي الأغنية نوعا من التكرار المُمِلّ بل و محاولة خداع المستمع بذكر المعنى أكثر من مره بألفاظ مختلفة .نقطة أخرى يجب مراعاتها في التأليف الغنائي و هي مقاربة تنغيم الأغنية لصوت المغني حيث أن هناك تصرفات نغمية لا يمكن لأي مطرب غنائها حيث تعتمد على طبقات مرتفعه مما يحتاج إلى صوت ذو إمكانيات خاصة.
التنغيم المتميز(اللحن) هو الذي ينتقل من منحنى لآخر بشكل انسيابي يوحي بالتسلسل الصوتي فلا يمكن ملاحظتهُ، أي انه: يحافظ على وحدة تأليف الأغنية موسيقياً ففي بعض الأغاني نرى أن تلك النقلات تنقلنا إلى أغنية أخرى عن طريق صناعتها لا بانثيالها الحسي و هذا يعد خلل بالوحدة و التماسك الموسيقى للاغينه.
إذن فعند التعرض للمؤلفة الغنائية يجب أن نلاحظ توافق تأليفها مع الموضوع و الكلمات , اختلاف الحالة الموسيقية في مسايرة الكلمات , الحفاظ على الوحدة الموسيقية عند الانتقالات المقامية في الاغنيه وما تؤديه هذه الانتقالات , و نقطه أخرى لا يمكن قياسها بالكلمات و هي نقطة الحس الموسيقى و الذي لا يخضع لأي مقاييس سوى مقياس واحد و هو إحساس المتلقي.
رابعا : التوزيع :
قد يغفل العديد من متابعي الحركة الموسيقية و الغنائية عن أهمية التوزيع بالنسبة للموسيقى فيختصره بعضهم على انه مجرد ريمكسات أو تعامل بالتركات TRACKS , و لكن التوزيع الموسيقى ركن في غاية الأهمية للموسيقى حيث يعرف بأنه تحديد الآلات المستخدمة بما يتناسب وطبيعة المعنى الصوتي التي تؤديه هذه الآلة و توزيعها مع جملة ٍ موسيقيه بالإضافة إلى عمل توافق MATCHING بين تلك الآلات و بعضها البعض , فالتوزيع الموسيقى هو الإطار الذي يعطي ألقطعة الموسيقية أو الأغنية شكلاً نابضاً بالحياة من خلال الآلات المستخدمة.
و عندما نتعرض لنقد التوزيع الموسيقى يجب مراعاة مجموعةٍ من النقاط مثل توافق الآلات المستخدمة في التوزيع مع حالة الاغنيه بمعنى أننا نلاحظ سطوة آلة الكمان على توزيع الأغاني الحزينة كما يستخدم بعض الموزعين آلة الناي لما لها من تأثير على الحالة الموسيقية كما أنها تعطي تأكيدا على حالة الحزن و الانكسار و كما تستخدم الإيقاعات بشكل كبير في الأغاني الصاخبة لكي تعطي الإيحاء بالصخب , و من النقاط التي تعطي التوزيع جمالاً و تميزاً هي نقطة استغلال التداخل بين الآلات لخدمة التأليف الموسيقى في المقدمة والغناء من جهة و لتكوين جمل الحوار الموسيقي بين الآلات من جهة أخرى و هذا يعطي للأغنية جمالاً و سحراً كما نلاحظ في مقطوعات رضوان نصري و ياسر عبد الرحمن ورائد جورج الموسيقية أو في أغاني المسلسلات التي يقومون بتنغيمها .
خامسا : الصوت :
الصوت هو النفحة التي تعطي الكلمات و الموسيقى روحاً , فلا توجد أغنية جميلة و متميزة إلا بصوت رائع و متميز .
و نقد الصوت قد لا يكون بالمهمة السهلة كما يتصور الكثير, فعندما نستمع إلى احد أصدقائنا لكي نعطيه رأياً في صوتهِ هذه مهمة تختلف تماماً عن نقد صوت لمطرب معروف في أغنية مشهورة , فعندما نحكم على هذا الصديق نحكم على خامة الصوت و جودته دون النظر إلى باقي أركان الصوت حيث أننا نراعي أن هذا الصديق غير دارس و غير متمرس , أما عندما نقوم بنقد كاظم الساهر أو لطفي بو شناق اوعمرو دياب أو إيهاب توفيق أو أياً كان فالأمر يختلف.
فعندما ننقد احد هؤلاء أو غيرهم علينا مراعاة ما يلي .
اولا : كما هو معروف فإننا نحكم على خامة الصوت و جودته و قوته و هذا أمر هين على أي ٍممن يتمتعون بأذن موسيقيه.
ثانيا : هل استطاع هذا المطرب أن يكمل حالة الأغنية و يوضحها و هل استطاع مؤدي هذا الكلام أن يصل بنا إلى الحالة التي أراد الكاتب و المنغـِّم أن يصلا بنا إليها أم انه قد فشل؟ ويسمى هذا الركن بالإفهام .
ثالثا : الأداء من أهم سمات المطرب , بمعنى انه يجب على المطرب المتميز أن يجعلنا نرى الاغنيه كأنها حالة تمثيلية قبل أن تصور فعليا , و نستشعر ذلك و نتعرف عليه من خلال ما يسمى بالحلية أو الاطاله و التقصير في الكلمة مثلا أو الضغط على احد الأحرف لتأكيد المعنى حسب ممتلكات حنجرتهِ للعُرَبِ الصوتية ِ كما شدت سيدة الغناء العربي في غناءها ولا يقاس المغني بالآخر على سعة امتلاكهِ للمساحة الصوتية بقدر ما ينظر إلى استخدام حنجرتهِ وإمكانياتها في الأسلوب المناسب فهناك من المطربين المشهورين مساحتهم الصوتية محدودة لا تتعدى السلم الواحد لكنهم أجادوا دقة الإفهام بصورة رائعة ".